اليود عنصر أساسي لصحة الإنسان، يدعم إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تنظم الأيض ونمو الجهاز العصبي، ويُحسّن صحة الجلد والشعر. يمكن الحصول عليه من الأسماك البحرية والأعشاب البحرية والملح المدعم، لكن الإفراط فيه قد يسبب اضطرابات بالغدة الدرقية أو التسمم، لذلك يُوصى بتناوله باعتدال.
أهمية اليود لجسم الإنسان
-اليود هو معدن ضروري لوظائف الغدة الدرقية، حيث يلعب دورًا حيويًا في إنتاج هرمون الثيروكسين (T4). هذا الهرمون مسؤول عن تنظيم العديد من العمليات الحيوية في الجسم. يُقدر إجمالي كمية اليود في جسم الإنسان بنحو 12.5 ميليغرام، حيث يتواجد حوالي نصف هذه الكمية في الغدة الدرقية.
-يعتبر اليود عنصرًا أساسيًا لنمو الدماغ وتطوره، خاصة في مراحل الطفولة المبكرة. يلعب دورًا حاسمًا في إنتاج الميالين، وهي مادة دهنية تغلف الأعصاب وتحميها، مما يساهم في تحسين الوظائف الإدراكية والتعلم والذاكرة.
-هناك أدلة تشير إلى أن اليود قد يساعد في خفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وذلك من خلال تأثيره على وظائف الغدة الدرقية التي تلعب دورًا في تنظيم ضربات القلب وضغط الدم.
-يعتبر اليود جزءًا من آلية الدفاع الطبيعية للجسم، حيث يساعد في تعزيز جهاز المناعة ووقايته من العدوى.
-يساهم اليود في الحفاظ على صحة العظام وقوتها، حيث يلعب دورًا في تنظيم امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران أساسيان لبناء العظام.
-تشير بعض الدراسات إلى أن اليود قد يكون له دور في الوقاية من بعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض.
-هناك أدلة تشير إلى أن نقص اليود قد يكون مرتبطًا بالاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى.
الوظائف الرئيسية لهرمون الثيروكسين:
1. تنظيم نمو الخلايا: هرمون الثيروكسين يساعد في تنظيم عملية نمو الخلايا وتطويرها. كما يساهم في الحفاظ على توازن الماء وجميع السوائل في الجسم، بالإضافة إلى التحكم في عملية التمثيل الغذائي لإنتاج الطاقة اللازمة.
2. تنظيم درجة حرارة الجسم: يحافظ هذا الهرمون على درجة حرارة الجسم ويعمل على تنظيم العديد من الهرمونات الأخرى، بما في ذلك هرمونات النمو والتكاثر.
مصادر اليود الغذائية:
-يُعدّ اليود من العناصر التي يمكن الحصول عليها من مصادر غذائية متنوعة. يوجد اليود بوفرة في مياه البحار ومنتجاتها، مثل الأسماك بكل أنواعها، الأصداف، والأعشاب البحرية.
-كما يتواجد بكميات كبيرة في الخضروات، خاصةً الخضروات الورقية مثل البقدونس، السلق، الخس، والكرفس.
-يمكن العثور على اليود في الخضروات المزروعة قرب السواحل البحرية، مثل الطماطم، الكراث، البصل، والثوم. الفواكه المزروعة قرب السواحل أو التي تسقى بالمياه المالحة تحتوي أيضًا على اليود .
-يمكن العثور على اليود في الحبوب الكاملة مثل القمح الكامل، الأرز البني، والشعير على كميات جيدة من اليود، خاصةً إذا كانت مزروعة في تربة غنية بهذا العنصر
-بعض المكسرات والبذور مثل الجوز، اللوز، وبذور اليقطين تحتوي على كميات محدودة من اليود
-يعتبر البيض مصدراً جيداً لليود، خاصةً صفار البيض
-الحليب والجبن والزبادي يمكن أن تكون مصادر جيدة لليود، خاصةً إذا كانت الأبقار تتغذى على أعلاف غنية باليود
-اللحوم والدواجن، خاصةً تلك التي تتغذى على أعلاف تحتوي على اليود، يمكن أن تكون مصدراً جيداً لهذا العنصر.
توصيات تناول اليود:
تختلف احتياجات اليود اليومية باختلاف الفئات العمرية والحالة الصحية. تُقدر الحاجيات اليومية كما يلي:
- البالغين: من 10 إلى 15 ميليغرام.
- الأطفال: من 20 إلى 25 ميليغرام.
- المراهقون: من 15 إلى 20 ميليغرام.
- النساء الحوامل والمرضعات: من 20 إلى 25 ميليغرام.
أعراض نقص اليود:
إذا لم يحصل الجسم على الكمية الكافية من اليود، قد تظهر أعراض نقص متعددة، تشمل:
- مرض القُوَاعِيد: وهو تضخم الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى مشاكل صحية متنوعة.
- تأخر عقلي ونمو بدني عند الأطفال: نقص شديد في اليود قد يؤدي إلى التخلف العقلي، قصر القامة، أو بعض التشوهات الخلقية عند الولادة.
- جفاف الجلد وبطء النبض عند الكبار: يشمل أعراض جفاف الجلد، ضعف النشاط، زيادة وزن الجسم، والشعور بالخمول والكسل.
- مشاكل صحية للمرأة الحامل: نقص اليود يمكن أن يؤدي إلى ولادة طفل يعاني من إعاقات ذهنية أو بدنية.
أضرار الإفراط في تناول اليود:
على الرغم من أهمية اليود، فإن الإفراط في تناوله يمكن أن يكون ضارًا. زيادة اليود عن الحد المسموح قد تؤدي إلى تسمم الجسم، ظهور طفح جلدي، اضطرابات في الجهاز العصبي، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
الخلاصة: يُعتبر اليود عنصرًا أساسيًا لصحة الإنسان، لكن من الضروري الحفاظ على توازن مناسب في استهلاكه. للحصول على فوائد اليود دون المخاطرة بالإفراط، يُنصح بتناول نظام غذائي متنوع ومتوازن يحتوي على مصادر غنية باليود. نسأل الله لنا ولكم الصحة والعافية.
🔹 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 🔹